أمور هامة ينبغي عليك معرفتها قبل إختيار دراسة الهندسة المعمارية
أمور هامة ينبغي عليك معرفتها قبل إختيار دراسة الهندسة المعمارية |
تلقينا اليوم رسالة في صفحتنا على فايسبوك، تطلب منا كتابة مقال حول ما يحتاج الطلاب الجامعيون الجدد إلى معرفته قبل التسجيل في كلية الهندسة المعمارية.
حسنا! لقد كنت أتمنى لو كنت قد قرأت شيئا حول هذا الموضوع قبل دخول عالم العمارة و التصميم، حيث يتوجب على كل من يريد أو يخطط ليصبح مهندسا معماريا في المستقبل، أن يعرف أنه سيخوض حربا تدوم لمدة خمس سنوات، فإما أن تصمد و إما أن تنسحب منذ البداية.
1.أنت في علاقة دائمة مع العمارة، لا طريقة للخروج
يجب عليك أن تستوعب هذا الأمر و تفهمه،العمارة ستأخذ حياتك بحيث تكون في علاقة دائمة معها. يجب أن تدرك هذا، بل و تعلنه لعائلتك، أصدقائك و معارفك، و كل شخص في دائرتك الإجتماعية، أنت متزوج!
2.الأرق ليس مرضا
قبل الخوض في هذا المجال، تذكر أن تتمتع بساعات النوم المتوفرة لديك، و تعوض عن نفسك، لأن النوم سيكون جزءا من خيالك و ذكرياتك بمجرد دخولك لكلية الهندسة المعمارية.
يجب أن تكون مستعدا للسهر لعدة أيام مع القليل من ساعات النوم التي تتخلل ذلك، و إذا كنت مصابا بالأرق، برافو! لأنه مفتاح السعادة هنا.
تظن أن الأرق و الحرمان من النوم هو مشكلة؟ إنسى ذلك.
لأنك الشخص المناسب في المكان المناسب.
الأرق ليس مرضا |
3.القهوة و الشاي هم أعز الأصدقاء
السهر بينما يشعر من حولك بالنعاس ليس أمرا هينا.. بل هو مسألة هامة جدا لك، حيث أن إستهتارك و تفضيلك للنوم سيؤدي إلى تأخرك في تقديم الطلبات و تسليم المشاريع في تواريخها.
أنت لا تريد هذا، لذا سأقدم لك اليوم صديقك الجديد "القهوة"، الذي سيساعدك على البقاء مستيقظا طوال الليل بينما الناس نيام، و يعزز طاقتك و يبقيك نشطا.
بالنسبة لي، فإنني أفضل الشوكولاتة الساخنة، أو الشاي.
4.كن منفتحا و متقبلا للنقد
ستتعرض لعدد لا يحصى و لا يعد من الإنتقادات.
تعتمد الدراسة في كلية الهندسة المعمارية على نقد الأعمال و المشاريع المختلفة و تقييمها.
يتوجب عليك إذا تدريب نفسك على تقبل النقد و التعلم و التطور منه، فالنقد ليس أمر سيئا بالضرورة، لأنك ستطور مهاراتك في الإستماع و التفكير و الرد.
5.أزمة وجودية
أحد الأشياء الرئيسية التي يجب أن تكون مستعدًا لها. سيكون من المعتاد لديك أن تتساءل عن سبب وجودك، مرة في اليوم، مرتين في الأسبوع، كل شهر، كل يومين من أيام السنة. خاصة بعد تعرضك للنقد.
لا تقلق فأنت بخير. أنت تفعل الشيء الصحيح، هكذا تجري الأمور هنا.
6.خذ قيلولة كلما إستطعت ذلك
قد تساعدك القهوة قليلا، لكن، أنت في حاجة دائما إلى أخذ قيلولة كل ما أمكنك ذلك، لا تفوت ذلك، و إلا سينتهي بك الأمر إلى شخص ثرثار طيلة الأيام المقبلة، قد تعتقد لوهلة أنك شخص مضحك، لكن ثق بي، لن تكون شخصا عقلانيا و منطقيا للأشخاص الآخرين، سيعتقدون أنك قد جننت و فقدت عقلك، و لن تتذكر نصف ما قلته لهم. ستصاب بتقلبات مزاجية و تكون إنفعاليا طيلة الوقت، إذا خذ قيلولة كلما سمح لك الوقت بذلك، لأنك لا تريد فعل كل ما سبق ذكره يوم المناقشة.
7.إهتم بنفسك و بصحتك
أنت بحاجة إلى نظام غذائي متوازن لمساعدتك على تحمل ضغوطات الأيام الشاقة، إجعل من تناول الفاكهة و الخضروات الطازجة بين الحين و الآخر عادة دائمة لديك، خاصة في الصباح.
إن تواجد الألياف في نظامك الغذائي ضروري للغاية، "تفاحة يوميا تغنيك عن زيارة الطبيب".
8.دعوات الحفلات
قبل إلتحاقي بكلية الهندسة المعمارية كان أصدقائي يدعونني دائما إلى حفلات أعياد ميلادهم، و كنت لا أجد مانعا في حضورها، لكن و مع إلتحاقي بالكلية، و مع ضيق الوقت و كثرة المشاريع و التسليمات، أصبحت أفوت العديد من المناسبات، و تدريجيا بدأت تلك الدعوات تنخفض، عندما سألت اصدقائي عن السبب كان ردهم: "أوه! كنا نظن أن لديك عملا مهما. أنت لا تأتي على أي حال."
في الحقيقة لم أستطع إلقاء اللوم عليهم. لقد كان ما قالوه صحيحا.
لا تجعل ذلك يحبطك، تذكر أهم نقطة، أنت في علاقة دائمة بالهندسة المعمارية، ستفوت العديد من اللحظات الهامة الخاصة بأصدقائك، و هذا أمر محزن بلا شك، لكن من ناحية أخرى ستكون صداقات مع أشخاص متشابهين معك في المعاناة، أصدقاء جدد تجمعك بهم الهندسة المعمارية. ستحتفل معهم كل يوم. و أيام العطل ستلتقي بأصدقائك القدامى.
دعوات الحفلات |
9.الرحلات و الجولات الدراسية
بعد إنتهاء المشروع، يحتاج الجميع إلى الراحة. حيث لا تكون مقيدا بالسلاسل إلى كرسيك أو مكتبك و محدقا في شاشة كومبيوترك.
خطط لرحلة مع أساتذتك و زملائك تزورون فيها مناطق تاريخية أو مناطق ذات جغرافيا شيقة تساعدك على الراحة و الإسترخاء.
ستكتشف حينها أن أساتذتك ليسوا أشخاصا شريرين كما كنت تظنهم، و ستكون علاقات جيدة مع أشخاص لم تتمكن من التواصل معهم بشكل جيد بسبب ضغط الدراسة و المشاريع.
شخصيا، صادفت أفضل الأشخاص في حياتي بسبب مثل هذه الرحلات الترفيهية ذات الطابع الدراسي.
الرحلات و الجولات الدراسية |
10.حاول أن تشكل علاقة ودية مع أساتذتك
سوف تحتاج إلى القيام بذلك!
نعم فكلما تحدثت أكثر، و حتى لو كانت كل تلك المحادثات عن أشياء عشوائية و مواضيع جانبية، فسيكون من السهل عليك مناقشة المشاريع و الأفكار معهم.
سوف تتعرف عليهم بشكل جيد، وسوف تنضج أفكارك تحت إشرافهم دون أن تدرك ذلك. سوف يقدمون لك النقد البناء، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان قد يبدوا قاسياً، وقد لا يعجبك ذلك، و لن تتفق معهم دائمًا، إلا أن هذا سيساعدك مع مرور الوقت على جعل حججك أقوى. سيكون لديهم أفكار و آراء، قد تختلف عن آرائك، أنصت جيدا لهم. لكن في نهاية اليوم، افعل ما تريد القيام به.
11.أكتب
إحتفظ بدفتر ملاحظات تحمله معك دائما، دون كل ما يخطر على بالك، يمكن للإلهام أن يأتيك في أي وقت و في أي مكان.
أكتب فقط، مجرد كلمات، أفكار من وحي خيالك أو سمعتها من شخص آخر و بدت مناسبة لمفهومك التصميمي الخاص بمشاريعك المختلفة، أنت تكتب لأنك لا تريد الشعور بالندم على عدم تذكر الأمور المهمة.
قد تظن أن الدراسة في كلية الهندسة المعمارية تعتمد فقط على الأمور المرئية و الإلكترونية، لكنك مخطئ، نعم!
الكتابة أمر ضروري إن لم يكن إلزاميا.
12.أرسم
ستحتاج إلى الرسم أيضًا، فأنت فنان ، ويمكنك التعبير عن نفسك بشكل أفضل عندما تقوم بتجسيد أفكارك المعمارية من خلال إسكتشات و رسومات حتى لو كانت بسيطة.
سيساعدتك الرسم على فهم النماذج والخطوط والمسافات. تذكر أنك لن تكتب كثيرًا على أوراقك، لكن رسوماتك ستفي بالغرض.
و هكذا ستكون قد إستفدت من نقطتين هامتين، فالكتابة تساعدك على توثيق الأفكار، بينما يساعدك الرسم على تجسيدها.
13.القمامة هي مصير أفكارك المبدعة
كلما أدركت هذا مبكرًا، كلما كان ذلك أفضل. عند دخولك و دراستك في كلية الهندسة المعمارية، و بغض النظر عن جنسيتك و بلدك، تذكر أن اقتراح التصميم الأول الخاص بك سيكون "مرفوضًا". إنها قاعدة ثابتة في مجالنا، لذا لا تحزن ولا تدخل في إكتئاب صامت و لا تجعل ذلك يعكر مزاجك، لا تدع الكآبة تصل إليك.
سيتكفل أساتذتك برسم أفكارك و مخططاتك، سوف يكسرون نموذجك و مجسمك المعماري الذي سهرت لليال عدة و أنت تصممه أمام مرأى منك. هذا، يا أصدقائي، سيستمر إلى الأبد طالما أنكم في كلية الهندسة المعمارية!
طالما أنت هنا، لن تنتهي أبدًا من تطوير أفكارك، حتى قبل دقائق قليلة من تسليم المشروع.
14.آلام الظهر
العمل لساعات طويلة و مستمرة دون إنقطاع، أو الوقوف في المرسم أثناء ساعات الدراسة و التصميم، يعتبر أمرا ضارا لصحتك، لذلك تذكر أن تقوم بالإستلقاء و ضبط وضعيتك كلما سمح لك الوقت بذلك.
إحتفظ بوسادة في الأستوديو الخاص بك، إشتر أو قم بصنع طاولة و كرسي مريح، بحيث لا تعاني آلاما أثناء صنع النماذج الخاصة بك، أو العمل على الكومبيوتر لساعات طويلة.
آلام الظهر |
15.الموسيقى هي رفيقك الأفضل
عندما تعمل في الأستوديو الخاص بك، و في غياب أصدقائك، و حين لا تريد أي إزعاج، ستكون الموسيقى أفضل رفيق لديك، حيث ستساعدك الموسيقى على عدم الشعور بالملل.
قد تكون ثرثرة الأصدقاء العشوائية أحيانا مصدر إلهاء.
من المعروف جيدًا لدى المعماريين أن ال background music تساعد المهندسين المعماريين على التركيز بشكل أكبر أثناء العمل، وهو أمر غريب بالنسبة للآخرين!
الموسيقى هي رفيقك الأفضل |
16.لن تصبح معماريا مشهورا و ثريا بسهولة
إذا كنت متوهماً بأنك ستحصل على رواتب جيدة و عالية بمجرد تخرجك و إنخراطك في سوق العمل، فأخرج هذه الفكرة من عقلك.
لا، لن تصبح منافسا لفرانك جيري أو زها حديد بمجرد تخرجك، أنت تحتاج إلى العمل الجاد بعد التخرج من أجل ذلك، ولسنوات عديدة. حياة المهندس المعماري ليست سهلة.
17.الهندسة المعمارية صعبة
يجب أن تكون على علم كاف بما أنت مقدم عليه، يجب عليك القيام بالعديد من الأبحاث و قراءة العديد من الكتب حول تاريخ الهندسة المعمارية، و مفاهيمها الأساسية، فهمك و إدراكك لهذا الجانب النظري، سيسهل عليك المهمة، و لن تجد نفسك تائها في مجال لا تعرف أي شيء عنه.
18.التوثيق
قم بتوثيق جميع البيانات التي لديك من نماذج، مجسمات وحتى أروع الرسومات و الإسكتشات. قم بتصوير تلك النماذج الدراسية من كل زاوية، و وثق جولاتك و رحلاتك الدراسية.
فقط إستمر في التقاط الصور. سوف يساعدك ذلك جدا في مشاريعك و خلال مسارك الدراسي وستتفاجأ في نهاية كل ذلك، حيث ستكون هذه الصور بمثابة كنز لك، و ستستحق كل ثانية.
19.النسخ الإحتياطي للملفات
احتفظ دائما بنسخة احتياطية من جميع بياناتك و ملفاتك. حتى تلك الرسومات الصغيرة التي رسمتها على قطعة ورق ممزقة، نماذج الثري دي لمشاريعك المختلفة و ملفات الريفيت أو الأتوكاد الخاصة بكل مرحلة من مراحل المشروع.
إجعل منها عادة، فأنت لا تعرف أبدًا متى سيتعطل نظام التشغيل الخاص بكومبيوترك أو حين يتسبب ثقل الملفات في تعطل البرنامج و إغلاقه. أنت أيضًا لا تعرف أي USB سيجلب بالفعل ذلك الفيروس الذي سيدمر كل شيء في جهازك. لقد شاهدت أشخاصًا سيئي الحظ، فقدوا و في اللحظة الأخيرة كل بياناتهم وانتهى بهم الأمر بعدم تسليم المشروع.
أنت، حرفيا ، لا تريد ذلك.
النسخ الإحتياطي للملفات |
أتمنى لك حياة معمارية سعيدة، لأنك بمجرد أن تحبها، لن تكرهها أبدا.
تعليقات
إرسال تعليق